عبر حرفة النحت.. فنان يحول الحجر إلى مجسمات أثرية

يمتهن محمود حمداوي (35 عاماً) من مدينة الرقة حرفة النحت على الصخور منذ نحو 25 عاماً، بعد تأثره بعائلته الفنية، وفضّل النحت عن الرسم كونه أكثر واقعية وجمال.

يُعرف فن النحت بفن تشكيلي يحول الأشياء المجردة ذات البعد الواحد إلى أشكال فنيّة ثلاثيّة الأبعاد، جسد فن النحت في تصميم أشكال مجسدة أو نقش نقوش على الأسطح سواء كانت على الطين أو الحجر وغيرها من المواد الموجودة.

لا يتوفر وصف.

وتحول منزل حمداوي الكائن داخل سور الرقة الأثري، في الطرف الشرقي للمدنية، إلى ورشة لتحول حجر الصوان إلى مجسمات يعود تاريخها إلى العصر الروماني.

كما حوّل الحمداوي الأحجار والرخام إلى أشكال تعود إلى حضارات يفوق تاريخها إلى مئات السنين، كالآشوري وتدمري وسومري وفرعوني.

حيث ظهر فن النحت منذ عام 230 قبل الميلاد على يد المصريين القُدامى فتمثال أبو الهول الضخم دليل على قِدم فن النحت ثلاثيّ الأبعاد، كما وظهر فن النحت الغربيّ في اليونان القديمة بين (600-800) قبل الميلاد.

وفضّل الحمداوي النحت على طراز الحضارة الرومانية كونها أكثر واقعية لتجسيد الشخصية، فيما يعطي للمجسم المراد نحته تفاصيل أكثر واقعية بطريقة ملفتة.

ويقول محمود حمداوي: "لدي القدرة على نحت أي شكل ومنظر يخطر في البال سواءً على الحجر أو الرخام، وليس لدي وقت محدد للعمل، فكلما اشتقت للصخور أتوجه إليها، وأمضي معها نحو 6 ساعات على الأقل".

لا يتوفر وصف.

وبسبب الحرب، لجأ محمود حمداوي إلى لبنان منذ بداية الأزمة السورية برفقة عائلته، وطور مهنته خلال إقامته في لبنان حيث عمل على نحت الرخام، ليظهر جمالية الشخصيات بطول يفوق 16 متراً، وعمل على نحت عدة شخصيات منها القديس شربل ومريم العذراء.

لا يتوفر وصف.

 ومع بداية العام 2023 عاد محمود حمداوي، إلى مسقط رأسه بمدينة الرقة، وبدأ النحت على صخر الصوان على طراز الحضارة الرومانية، إلى جانب نحت الشخصية الأديبة الراحلة فوزية المرعي.

وتُعتبر فوزية المرعي (1948 - 2024) من روّاد القصة في سوريا والقصة القصيرة في الرقة، وبرعت بتوثيق الزي الرقاوي، وقدّمت المرأة الرقاوية بأجمل صورها، وفي العام 2005 أسست فوزية المرعي أول منتدى بإدارة نسوية، وكان ذلك بعد إصدارها كتاب بعنوان "قناديل الوجد" عن دار المقدسية بحلب وتلاه الجزء الثاني عن الاتحاد بالرقة سنة 1999.